[ الثقافة من أجل السلام ]

مرحبًا أصدقائي !

قبل قرابة العام والنصف من الآن وفي إحدى زياراتي الصباحية لمعرض الكتاب بجدة، مررت بركن دار مصر العربية للنشر والتوزيع بحثًا عن كتب حضارية وثقافية قيّمة، وحظيت يومها بحوار جميل دار بيني وبين مدير الدار – الناشر الأستاذ وائل الملّا – حول الكتب الجديدة وفكر الجيل الجديد.

أشارككم هُنا ما دوّنته من حديث الأستاذ، مع امتناني الشديد على موافقته النشر :

” إن النشر العربي في انحطاط، أصبحت بعض الدول العربية تنشر موادًا غير قيمة وغير متجددة، ومن النادر جدًّا أن تجدي اليوم كتبًا عربية غنيَّة المحتوى والفكر وحديثة الأسلوب والطباعة. 

إن الفئة الشابة في مجتمع اليوم لم تعد كالسابق، فلم يعد يبحث الشباب عن كتب الحضارات والمواضيع الثقافية، بل أصبح الجيل الجديد يبحث عن الروايات والمقالات ذات المحتوى التافه والأسلوب الركيك.

إليكِ مثلًا الدور المصرية التي لم تعد تجيد التسويق لذاتها، فلم يعد ينجح منها في التسويق إلا الدور المهتمة بترجمة المواد الساذجة السمجة وطباعتها، على عكس الدور اللبنانية، فلبنان بلدٌ مسوق بارع، ناهيكِ عن جمال محتوى الكتب اللبنانية.

إن أردتِ صورة مختصرة عما يدور من فروق بين مصر ولبنان فانظري إلى المائدة المصرية والمائدة اللبنانية؛ في مصر سيقدم لك المصريون طبق “الرز بالفراخ” ممتلئًا ودون مقدمات، بينما في لبنان سيقدم لك اللبنانيون أولًا “بوفيه” من السلطات والمقبلات ومن ثم يأتي طبقهم الرئيسي، وذلك بعد أن تكوني قد ألفتِ فكرة الطعام.

لقد أسس والدي -رحمه الله- هذه الدار قبل أربعين عامًا، وبدأت مشاركته العمل فيها في عام ١٩٩٨م، ومنذ ذلك الحين وحتى اليوم وأنا أعنى بشؤون الكتب والمحتوى الفني، واليوم يؤسفني أن أعترف بندرة من هم مثلكِ في اهتمامهم بالثقافات الحقيقية كالأديان والحضارات، فهذه المواضيع هي التي يجب أن تلقى اهتمام الإنسان ليبقى على صلة بالإنسان الآخر؛ فالله خلقنا مختلفين ووحدها الكتب تجمعنا رغم أنف الاختلاف.

نحن جميعًا كعرب في حاجة إلى ما هو أهل لتنوير الفكر العربي، وفي حاجة إلى ما يعزز فينا مبدأ احترام حضاراتنا وتقبل اختلاف الآخرين عنا، ولو أن كل قارئ وكاتب وغيرهما نظر إلى شؤونه الخاصة وقدّر هويته قبل أي شيء، وتأمل جمال الاختلاف، وتقبل الآخرين بكمالهم ونقصانهم، لكان جيل اليوم جيلًا مثقفًا وراقٍ يملأ الدنيا سلامًا. “

الناشر/ أ. وائل صلاح المُلّا
دار مصر العربية للنشر والتوزيع
22 ديسمبر 2016

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

صورة تويتر

أنت تعلق بإستخدام حساب Twitter. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s