الفقد مرير، وإنه لواقع لا يحتاج لتكرار هذه العبارة في كل مرة على لسان ضحية أخرى للفقد، إن مرارة الفقد واقع لا يحتاج إلى تمثيل.
يسرق منك الموت أحدهم فتكتشف أن شكواك الماضية لم تكن إلا تذمرات طفل لم يدرك من كبد الحياة مثقال ذرة، تتلقى الصدمة بضعف كبير، ثم تضعف أمام انتظار صدمة مماثلة تُفقدك شخصًا أقرب إليك من فقيدك، تخاف، تخاف الغد حتى يصيبك التبلد، تتبلد وتقف على بعد خطوة واحدة من المفاجأة القادمة، تستعد للأسوأ، لأنك لم تستعد من قبل للأقل سوءًا.
ربما البعد المنتهي بلقاء لا يستحق البكاء، ربما البعد مرجو اللقاء من بعده لا يستحق الألم، فإنك إن فقدت ميتًا لن تظن بعد ذلك حزنًا.
إن هذا العالم معجونٌ من الفقد، ومبنيٌّ على المسافات، ومفطورٌ على النهاية.