” بعد كتابك الأول كبُرت مسؤوليتك، أصبح من اللازم أن تحرصي على اختيار ما تكتبين في كتابك القادم، اكتبيه بتأنٍّ، خذي ما شئت من وقت في مراجعة أفكارك ومفرداتك، الكتابة مثل بناء المنزل، تبدأ بالحفر، ثم بوضع الأعمدة والأساس، ثم بوضع الطوب، ثم ببناء حائط كامل، وهكذا حتى يكتمل المنزل، يحتاج إلى التأني والدقة والصبر، ينبغي تسلق السلم درجة درجة، وسنصل في النهاية سالمين إن كنا حذرين.
كتابك يعبر عنك، لذا أفكارك ينبغي أن تتأكدين من أنها تمثلك، هي تمثلك وتؤثر فيكِ كلما راجعتِها، إن كتبتِ شيء حزين، ستشعرين بالحزن كلما راجعتِه، وإن كتبتِ شيء مليء بالتفاؤل ستملؤك الإيجابية في كل صفحة منه.
عندما تؤلفين كتابك التالي، عليك أن تتعاملي معه كما لو كنتِ أنتِ القارئ، انسِ قليلًا بأنك الكاتبة، تأملي وقع كلماتك عليكِ كقارئة، هل ترين ما كتبتهِ يمتلئ بالذكاء ؟ هل تجدينه تمرّدًا ؟ هل ترينه صادقًا ؟ احكمي على كتابك كما لو لم تكتبيه، واستشيري، ليس شرطًا أن يقنعك صاحب المشورة لكنه قد يريك ما غاب عنك، وقد يؤكد لكِ باعتراضه على أفكارك أنكِ في الطريق الصحيح. أحيانًا نحن في حاجة لنقد البعض لكي ندرك بأننا على صواب، لكن علينا أن ننتبه لهذا الأمر بحكمة وألا يصيبنا الغرور فنستهين يومًا بخطأ فادح نظن بأنه الصواب فقط لأنه لاقى نقدًا.
اكتبي يا سارة، اكتبي في أي وقت يصيبك فيه الإلهام، دوني ما يخطر على بالك في أي مكان، أحيانًا الفكرة التي تزورك مرة لا تطرق بابك مرة أخرى لأنك لم تستقبليها كما ينبغي، لذا دوني ودوني.
وإن لم تكتبي الكتاب الثاني إلا بعد عشر سنين فلا بأس، قد يكون البعض مشتاقًا حينها لكتابك فتكثد عيون القراء ويكثر الاقتناء، لا تهم كثرة المؤلفات بقدر ما تهم البصمة، اتركي بصمتك، اتركي بصمة قوية، وتأكدي أن بصمة في كتاب واحد تغنيك عن ألف كتاب يليه.
وتعلمي من تجاربك، لقد مررتِ بتجارب كثيرة رغم صغر سنك، وستمرين بتجارب أخرى، استفيدي منها، اكتبي بها، وكوني آذان صاغية للناس، اسمعي هذا وذاك، وانصتي لهذه وتلك، تعلمي من حيواتهم، تعلمي من تجاربهم، وخذي من أفكار كل واحد منهم فكرة واحدة وكوني بها نفسك، واصنعي منها قلمك، لأن الكتاب مرآة للحياة، ليس شرطًا أن تكون مرآة لحياتك كمؤلف، كتابك قد يكون مرآة لحياة غيرك تعبر عنها أو تحل عقدها، والحياة مجلدات، الحياة مجموعة مجلدات. “
ما شاء الله ، الله يطول بعمرها ،،
كلام ثري جداً ، في الحقيقة لامسني أيضاً في كل فقرة منها ،،
ووقفت على ’’ اكتبي في أي وقت يصيبك فيه الإلهام، دوني ما يخطر على بالك في أي مكان، أحيانًا الفكرة التي تزورك مرة لا تطرق بابك مرة أخرى لأنك لم تستقبليها كما ينبغي، لذا دوني ودوني.‘‘ كثيراً ، فعلاً أكتبي وسـ أكتب وأيضاً للكُتاب من يقرأ هذه التدوينة ، لـ نكتب ما يقع حينها بين أيدينا حتى وان كانت غير مرتبة فـ بعد حين نعيد صيغتُها وترتيبها بالشكل المطلوب ،،
دمتِ بخير وشكراً لهذه التدوينة التي شاركتينا بها ،، وسلامي لـ جدتكِ على رسالتها وحروفها التي بالفعل لامستني كثيراً ،،،
إعجابLiked by 2 people
فعلًا، كانت من أجمل الدقائق معها ومن أجمل الحوارات في حياتي، الله يسلمك أخي مشكل، شكرًا لك.
إعجابإعجاب