نفسي تتأرجح كبهلوان على حبلٍ معلّق، نوبات من عدم الاتزان تزورني باستمرار، لا تنم عن الضعف ولكنها فطرة الإنسان.
لو نظرت إلى وجهي لقرأت اضطرابي، هذا الشحوب يحدثك عن قلق انتظاري، والهالتان تشيران لك إلى قلبي، ولو نظرت إلى غرفتي لوجدها تتكئ بجانبي على فراش نومي، كما لو كانت هناك لتعانقني ليلًا نهارًا، أما تكدس كتبي بلا ترتيب يخبرك عن حال أفكاري، وقوارير العطر المترامية في أرجاء الغرفة تدلك على وضع مشاعري.
يا لها من مشاعر كريمة، تصطحب معها في كل مرة “باقة البؤساء”.
تعريف “باقة البؤساء”: هي مجموعة مركبة من المشاعر المتناقصة والتي يسودها اللون الرمادي، والأفكار المتناقضة أيضًا، و.. حسنًا أيضًا تتلون بالرمادي، تجيء ثائرة في وجهي على الحياة، تصير لي انعكاسًا كالمرآة، لتبصرني مدى رتابتي وفتوري، وتصفعني صفعة توقظني ولو بعد حين، محملة برسالة تطلبني البحث عن السلام بداخلي وصنعه من حولي -فقط السلام-، لتنهال علي البركات، والمعجزات…
كم أنا بحاجة إلى صمتٍ يكمكم فاهي.