قد خانني الشرقيُّ في سمرائِهِ ،
كوبٌ وراءَ الكوبِ حتّى تنضب .
وأنا أخونُهُ في سمار البنِّ إن ،
تستوطنُ سمراؤهُ ما يكتب .
في العشق ثالثنا ورابعنا هما ،
كوبان سمراوان مُرّهُما عذب .
صُبْحًا مساءً نلتقي بهما معًا ،
نحيى ونعشقُ نطربُ ونُطبطب .
لله طهرُ خيانةٍ مخلصةٍ ،
حضّر حبيبي السُمرَةَ ولنشرب !
يا قاضيَ السهرِ
اروِ لنا القصصَ ،
أخبرنا عن تاريخِ عشقِ العالمِ الخالي ،
أعلمنا ما الليل به …
هل يهتوي الرقصَ ؟
أم ذاق في أزمانهم شوقًا وآمالي ؟
أخبرني يا قاضٍ
عن عاشقٍ يعتب ،
أعتاد أن يتجادلَ أم يجهل الجدلَ ؟
بل ماذا عن جارٍ صار بقربهِ يتعب ،
يمنعه طوبُ جدارها من حكيِهِ الغزلَ ..
أنجدنا يا قاضي المحبّة حينَ نشتاقُ ،
ما الحل في البعدِ
وكيف الأرض تُختصرُ ؟
يا قاضِ إن القلبَ للأحبابِ توّاقُ ،
كيفَ لوعدِ لقاءٍ أن يغتالَه العمرُ ؟
الوقت قد طالَ ،
والعين ما انتبهت ،
أحبيبنا هنا قد أتى أم محض أوهامٍ ؟
فالليل ما زالََ …
وقلوبُنا جُنَّت ،
حتّى قتلنا الواقعَ من أجلِ أحلامٍ .
تحت عمود الإشارة
طفلة رجل سيجارة
يمسك يدها بعنفٍ
يشرب التبغ بلطفٍ
يلعن المطر الغزير
أطفأ الكيفَ الكبير
يرمق الطفلة بنظرة
تبكي نهرًا ليس قطرة
” كفي عن دلع البناتِ
العقابُ آتي ، آتي “
تشهقُ الخوفَ الظلومَ
لا تذوق الحبَّ يوما
يصل عند الترابِ
يحفرُ قبر العذاب
يبرحُ الطفلةَ ضربًا
يفقدُ العقلَ و قلبًا
يدفنُ المسكينة حيّة
يبصقُ باسم التحيّة !
يحسبُ الأمر شجاعة
لا يحس بالبشاعة :
” سأعودُ للرجالِ
أظهرُ الحولَ بحالي “
تخرجُ عيناهُ فجِعة !
مات في حادثِ سرعة ..